نصح استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي، بعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية دون إراحة العين من خلال التعرض للضوء الأزرق الناتج من الأجهزة ليلاً قدر الإمكان، وضرورة الحرص على تطبيق قاعدة 20-20-20، وهي أن يقوم الفرد عند استخدام الأجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية بالتوقف بعد 20 دقيقة وأن يغمض عينيه لمدة 20 ثانية أو يبعد نظره لمسافة 20 مترا عن أي جهاز يصدر الضوء الأزرق لمدة 20 ثانية لكي يريح العين من الإرهاق.
وقال لـ«عكاظ» إن التعرض المفرط للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يرفع خطر التعرض لإجهاد العينين وجفافهما، بجانب التأثير على درجة استجابة الفرد للنوم، إذ يرتبط النوم بمستقبلات الضوء الموجودة في العين، وهي مسؤولة عن إرسال أمر للمخ لكي يتوقف عن أفراز مادة «الملاتونين» وهي المادة المرتبطة بالقدرة على النوم، كما أن بعض الدراسات الأمريكية في ولاية جورجيا أظهرت أن تعرض العين للضوء الأزرق بشكل مفرط يؤثر سلباً عليها كحدوث جفاف للعين وازدياد قصر النظر والماء الأبيض (الساد)، كما أظهرت بعض الأبحاث أن الضوء الأزرق قد يزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي، المرتبط بالعمر.
وتابع أن الضوء الأزرق موجود في كل مكان، في حين تشمل مصادر الضوء الأزرق التي يصنعها الإنسان الإضاءة الفلورية والليد وأجهزة تلفزيون بشاشة مسطحة وشاشات عرض أجهزة الكمبيوتر والدفاتر الإلكترونية والهواتف الذكية والأجهزة الرقمية الأخرى، ويكمن مصدرنا الرئيسي للضوء الأزرق هو الشمس، ونحن أكثر تعرضا لها عندما نكون في الهواء الطلق خلال ساعات النهار.
وخلص المزروعي إلى القول «يجب ترشيد استخدام الأجهزة الإلكترونية، مع مراعاة استخدام الوضع الليلي، وهو إعداد متوفر في العديد من الأجهزة الرقمية لتقليل سطوع الشاشة وتقليل إجهاد العين في هذه العملية، بدلاً من عرض خلفية يغلب عليها اللون الأبيض مع نص أسود، إذ يعرض الوضع المظلم النموذجي خلفية سوداء بنص أبيض أو ملون أو يزيح الألوان الفاتحة أكثر نحو اللون الوردي والأحمر بدلاً من الأزرق، ويعمل التباين والألوان المستخدمة في الوضع الليلي على تقليل الوهج ومساعدة أعيننا على التكيف بسهولة أكبر مع الضوء المحيط، مما يؤدي إلى إجهاد أقل للعين وقراءة أسهل وأكثر راحة، كما يمكن ارتداء نظارات طبية مزودة بفلتر للضوء الأزرق».